Overblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog

تادمكت،، المدينة مفقودة في طرف "تيبينن" من واد "إبدقن" الذي يخترق مرتفعات "آدرار إفوقاس" من رأس منبطح "تمسنا" إلى قيعان "تلمسي" هنالك كانت تقع مدينة "تادمكة" المفقودة، حيث كانت تحيطها جبال آدرار الشاهقة بسور طبيعي منيع تتخلله ثمانية مسارب للدخول والخروج يرتفع على كل منها برج للمراقبة يسمى عينا، فمن الشرق: عين الجوز وعين الأراك وعين النساء و عين المسجد ، وفي الغرب : عين الحصاة وعين الرمح وعين السيف وعين الخيل، و تربطها ثلاث طرق سالكة مع العالم الخارجي طريق نحو "القيروان" شمالا تمر "بوركلا" وطريق نحو الشرق تصل إلى "اغدامس" و من الجنوب طريق نحو "كوكو" (كاوا سابقا)، و تاريخ المدينة ضارب في القدم، قامت فيها احدى أقوى ممالك الأمازيغ في الصحراء الكبرى و استمرت في العطاء والنشاط حتى القرن الثامن عشر الميلادي، دخل الإسلام تادمكة في القرن الأول الهجري على يد القائد اسماعيل بن عبيد الله الذي بعثه الخليفة الراشد عمر بن عبد العزيز على فتوح المغرب فحمد الأمازيغ سيرته و دخلوا في الإسلام افواجا، ومن ذلك العهد صارت المدينة من أكبر حواضر الإسلام في جنوب الصحراء الكبرى، حتى تسمت ب تادمكة أي شبيهة مكة لمافيها من جبال تشبه جبال مكة المكرمة، و لقد جاء ذكر تادمكة في العديد من كتب التاريخ والجغرافيا والرحلات لدى المسلمين و من ذلك ما جاء في كتاب المسالك والممالك لأبي عبيد البكري الأندلسي يقول : "و تادمكة في بلاد السودان، وهي أشبه بلاد الدنيا بمكة المكرمة، وهي مدينة منيعة كبيرة بين جبال وشعاب وهي أحسن بناء من مدينة غانة وكوكو (كاوا) وأهل تادمكة بربر مسلمون، وهم يتنقبون كما يتنقب بربر الصحراء وعيشهم من اللحم ومن اللبن ومن حبٍ تنبته الأرض من غير اعتمال وهم في قلة أقوات، وتجلب إليهم الذرة وسائر الحبوب من بلاد السودان، ويلبسون الثياب المصبغة من القطن والصوف وغير ذلك، وملكهم يلبس عمامة حمراء وقميصاً أصفر، ودنانيرهم تسمى الصلع لأنها ذهب محض غير مختومة، ونساؤهم فائقات الجمال لا يعدل بهن نساء بلد حسناً " و يقول محمد بن حوقل البغدادي في كتابه صورة الأرض: "وسيّد ملوك تادمكه فى وقتنا هذا فسهر بن الفاره وايناو بن سبنزاك وهم الولاة وفيهم رياسة وعلم وفقه وسياسة الى علم بالسير واضطلاع بالأثر والخبر وهم بنو تانماك" و ذكر القاضي عياض في ترتيب المدارك أن كتاب مختصر محمد بن المواز قد أخذه عنه رجل من اهل تادمكة بأكمله، و محمد بن المواز هذا من أهل القرن الثالث الهجري. وقلَّ ما خضعت المدينة لسلطان أو تبعت لإمبراطورية ، و عندما جاء عبد الله بن ياسين بدعوة المرابطين كان أهل تادمكة أول المناصرين لدعوته فتبعوا للحكم المرابطي مليا ثم خضعت المدينة في عصور تالية بعض الشيء لحكم بني مرين في المغرب، و سوى ذلك كانت المدينة يحكمها سلاطين إموشاغ الطوارق مع دور محوري للعلماء والقضاة، و عندما عينت دولة الخلافة العثمانية حاكما على مدينة "أكدز" وفد عليه مبعوث من علماء تادمكة لأخذ موافقته على تنصيب السلطان إموشاغ كاردن بن اشود، كانت المدينة منذو نشأتها سوق كبيرة رائجة تلتقي فيها بضائع بلاد السودان من ذهب وحبوب و عاج مع بضائع بلاد المغرب و الصحراء حيث يجلب الملح والمنسوجات والبخور حتى درجت تسمية أهلها ب "كيل السوق" أي أهل السوق، وقامت في المدينة منذو مجيء الإسلام إليها نهضة علمية كبيرة ظهرت في الجوامع والمدارس العديدة التي نشأت فيها و التي خرجت كمََا غفيرا من العلماء وكانت وجهة للرحلات العلمية في منطة الصحراء الكبرى، والشيخ سيدي المختار الكنتي الكبير من من رحل إليها ودرس على علمائها، كما نشطت فيها حركة النسخ و صناعة الكتب حتى أصبح لأهلها خط خاص بهم يسمى بالخط السوقي. ويمكن اعتبار تادمكة الأخت الكبرى لتنبكت، و الأخيرة وريثة لها حضاريا لأنها متؤخرة عنها في النشأة بآماد، و يسجل التاريخ أن الصراع كان قائما بين المدينتين و لم تدِن أي منهما للأخرى بيد أن التواصل الثقافي بينهما كان على أشده، و بسبب نفاذ الذهب من مناجم بلاد السودان و كساد سوقها كان خراب تادمكة أو مدينة السوق، فتفرق أهلها أيادي سبأ في الصحراء الكبرى فأسس سيدمحمد ابشك بن بوكم السوقي "كصر بوجبيه" بعد خروجه من المدينة فآوى إليه خلق من أهلها، و رحل جل علمائها إلى "أروان" و"تنبكت" و منهم من قصد بلاد الحرمين و المغرب. يقول الشيخ سيد المختار الكنتي الكبير في أهل هذه المدينة : ولو كنتٌ بوابا على باب جنة @ لقلتُ لآل السوق: أنتم لها أهل

 
Tag(s) : #تادمكت
Partager cet article
Repost0
Pour être informé des derniers articles, inscrivez vous :